السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني أخواتي كلنا يعلم أن شهر رمضان شهر مختلف عن باقي الشهور ففي هدا
الشهر أعمال كثيرة لو قمنا بها سنحصد حسنات كثيرة ومنها وهو موضوع اليوم
هي الصلاة التي تصلى جماعة في ليالي رمضان، والتراويح جمع ترويحة، سميت
بذلك لأنهم كانوا أول ما اجتمعوا عليها يستريحون بين كل تسليمتين، كما قال
الحافظ ابن حجر رحمه الله، وتعرف كذلك بقيام رمضان.
سنة، وقيل فرض كفاية ، وهي شعار من شعارات المسلمين في رمضان لم ينكرها إلا مبتدع، قال القحطاني رحمه الله في نونيته:
وصيامنا رمضان فرض واجب وقيامنا المسنون في رمضـان
إن التراويـح راحـة في ليله ونشاط كل عويجز كســـلان
قيام رمضان في جماعة مشروع سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يداوم
عليه خشية أن يفرض، عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم خرج ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد، وصلى رجال بصلاته، فأصبح
الناس فتحدثوا، فاجتمع أكثر منهم، فصلى فصلوا معه، فأصبح الناس فتحدثوا
فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
فصٌلِّي بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عَجَزَ المسجد عن أهله حتى خرج
لصلاة الصبح، فلما قضى الفجر أقبل على الناس فتشهد ثم قال: أما بعد فإنه
لم يخف عليِّ مكانكم، ولكني خشيتٌ أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها، فتوفي رسول
الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك".صحيح البخاري كتاب صلاة التراويح
.
ولما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وأٌمن فرضها أحيا هذه السنة عمر
رضي الله عنه، فقد خرج البخاري في صحيحه عن عبد الرحمن بن عبد القاري أنه
قال: "خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلةً في رمضان إلى المسجد فإذا
الناس أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرَّهط،
فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل، ثم عزم فجمعهم
على أٌبي بن كعب، ثم خرجت معه ليلة أخرى، والناس يصلون بصلاة قارئهم، قال
عمر: نعم البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون ـ يريد آخر
الليل ـ وكان الناس يقومون أوله".صحيح البخاري كتاب صلاة التراويح
.
لقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم وحض على قيام رمضان ورغب فهي ولم
يعزم، وما فتئ السلف الصالح يحافظون عليها، فعلى جميع المسلمين أن يحيوا
سنة نبيهم وألا يتهاونوا فيها ولا يتشاغلوا عنها بما لا فائدة منه، فقد
قرن صلى الله عليه وسلم بين الصيام والقيام، فعن أبي هريرة رضي الله عنه
قـال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لرمضان من قامه إيماناً
واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".صحيح البخاري كتاب صلاة التراويح .
وفي رواية في الصحيح كذلك عنه: "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".صحيح البخاري كتاب صلاة التراويح .
وزاد النسائي في رواية له: "وما تأخر" كما قال الحافظ في الفتح.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: (ظاهره يتناول الصغائر والكبائر، وبه جزم
ابن المنذر. وقال النووي: المعروف أنه يختص بالصغائر، وبه جزم إمام
الحرمين وعزاه عياض لأهل السنة ، قال بعضهم: ويجوز أن يخفف من الكبائر إذا
لم يصادف صغيرة
.
من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر.
وفعلها في آخر الليل أفضل من فعلها في أوله لمن تيسر لهم، واتفقوا عليه ،
لقول عمـر رضي الله عنه: "والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون
لم يصح حديث عن النبي صلى الله عليه و سلم في عدد ركعات صلاة التراويح إلا
حديث عائشة: "أحد عشرة ركعة"، وما روي عن ابن عباس رضي الله عنه: "كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في رمضان عشرين ركعة والوتر" فإسناده
ضعيف كما قال الحافظ ابن حجر.
و الأعداد الأخرى سوى الإحدى عشرة أُثرت عن الصحابة والتابعين ومن
تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، والقاعدة عندهم في ذلك أنهم كانوا إذا
أطالوا القراءة قللوا عدد الركعات وإذا أخفوا القراءة زادوا في عدد
الركعات
لم تحد القراءة فيها بحد، وكان السلف الصالح يطيلون فيها واستحب أهل العلم
أن يختم القرآن في قيام رمضان ليسمع الناس كل القرآن في شهر القرآن، و كره
البعض الزيادة على ذلك إلا إذا تواطأ جماعة على ذلك فلا بأس به.