[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]زداد الحرص الطبي في فصل الشتاء على منع حدوث زيادة في الوزن، نتيجة للكسل عن القيام بالمجهود البدني في الأجواء الباردة، ولازدياد الرغبة في تناول الأطعمة الدسمة اتقاء للبرد. وشوربة الدجاج هي أحد الأطعمة الصحية المفيدة في منع حدوث زيادة وزن الجسم، كما أنها مفيدة في تخفيف أعراض نزلات البرد، والأهم، في رفع مستوى عمل جهاز مناعة الجسم.
ويشير الباحثون الأميركيون في مجال التغذية الطبية، إلى أن بدء وجبة طعام الغداء أو العشاء بتناول صحن من الشوربة، يعد من وسائل خفض وزن الجسم. ويعللون الأمر بأن تناول هذا الصحن من شوربة ذات سعرات (كالوري) حرارية قليلة، يخفض من مستوى الرغبة في الأكل، ويقلل من كمية طاقة السعرات الحرارية التي نتناولها خلال تلك الوجبة. وذلك بخلاف ما لو توجه أحدنا في وجبة الطعام نحو تناول الطبق الرئيسي، مباشرة من دون تناول الشوربة الخفيفة أو سلطة الخضار الطازجة.
طبق الشوربة
تحديدا، سبق للباحثين من جامعة ولاية بنسلفينيا الأميركية أن أجروا دراسة مقارنة بين تناول وعدم تناول، شوربة مكونة من مرق الدجاج والبروكلي والبطاطا والقرنبيط والجزر - كشوربة خضار بمرق الدجاج - قبل وجبة الغداء. ولاحظ الباحثون في نتائج دراستهم أن تناول الشوربة قلل بمقدار نحو الربع من كمية الأكل الذي يتناوله المرء عادة خلال وجبة الغداء.
وطور الباحثون دراستهم لتشمل شوربة مرق الدجاج من دون خضار، وشوربة الخضار المهروسة، وشوربة الخضار المقطعة بأحجام كبيرة. ووجدوا الفائدة نفسها لأي منها في خفض كمية الأكل خلال وجبة الطعام.
وخلصوا في نتائجهم إلى النصح بأن تناول شوربة الدجاج مع الخضار يعد من الوسائل المفيدة لتقليل تناول كمية الطعام، وبالتالي لخفض وزن الجسم بالتدرج المريح.
ونبهوا إلى أن هذه الفوائد لن تتحقق بتناول أنواع الشوربة المحتوية على كميات عالية من الدسم وكريمة القشدة، أو من نشويات قطع المعكرونة الصغيرة أو غيرها من الأنواع غير الصحية.
شوربة الدجاج
يمكن إعداد مرق شوربة الدجاج بطهي الدجاج كاملا في الماء المغلي، أو بطهي قطع معينة منه، أو بطهي عظام الدجاج، أو اللحم فقط، أو بالجلد، أو منزوع الجلد. ومرق شوربة الدجاج يمكن أن يكون قليل الدسم إذا ما أزيلت طبقة الدهن الطافية فوق المرق بعد الطهي، أو تم نزع الجلد والدهون قبل الطهي.
وتشير مصادر التغذية الطبية بالولايات المتحدة إلى أن طهي الدجاج لفترة أطول، وسيلة لزيادة كمية عنصر الكالسيوم في شوربة الدجاج. ومعلوم أن الكالسيوم عنصر مهم لصحة العظم والقلب والأوعية الدموية.
وإذا ما أراد أحدنا كمية عالية من عنصر الحديد في الشوربة، فيمكنه ذلك بإضافة قطع من لحم الديك الرومي إلى قطع لحم الدجاج خلال الطهي لإعداد المرق، أو استخدام لحم وعظم الديك الرومي في إعداد مرق الشوربة.
والفوائد الصحية لشوربة مرق الدجاج تزداد إذا ما تم طهي الدجاج جيدا، وإذا ما أضيف الفلفل الأسود والبصل والفلفل الأخضر والبطاطا والجزر وغيرها من الخضراوات الطازجة الغنية بالمعادن والفيتامينات والمواد الكيميائية الأخرى النافعة للجسم.
فوائد شوربة الدجاج
ترى المصادر الطبية في الولايات المتحدة، وبعض المرافق الطبية فيها أيضا، أن شوربة الخضراوات بمرق الدجاج مفيدة في معالجة نزلات البرد، ومفيدة أيضا لرفع مستوى عمل جهاز مناعة الجسم. وهو ما يؤكد عليه الباحثون في "مايو كلينك" وجامعة هارفارد. ومن أقوى الدراسات الطبية حول فائدة تناول شوربة الدجاج في معالجة أمراض الجهاز التنفسي، هي التي نشرتها مجلة "طب الصدر" في عام 2000، للدكتور ستيفن رينارد، طبيب الصدر والعناية الفائقة، وزملائه الباحثين من المركز الطبي بجامعة نبراسكا في أوماها بالولايات المتحدة. وقال الباحثون هؤلاء في دراستهم: “شوربة الدجاج تحتوي على عناصر غذائية وفيتامينات تعمل على تخفيف حدة تفاعلات خلايا الدم البيضاء في جسم الإنسان عند الإصابة بالالتهابات الميكروبية. وهذه التأثيرات المضادة للالتهابات هي السبب في عمل شوربة الدجاج على التحسن المؤقت الذي يشعر المرضى به عند تناولها”. ويضيف باحثون أميركيون آخرون، أن مرق الدجاج يحتوي على أحد أنواع الأحماض الأمينية، يسمى "سيستين". والأحماض الأمينية كما هو معلوم، هي المركبات الكيميائية التي تتكون البروتينات منها. وهذه المادة، كما يقول هؤلاء الباحثون، تظهر في مرق الدجاج عند الطهي، وهي شبيهة في التركيب بمادة "أسيتايل سيستين" المستخدمة من قبل بعض الأطباء في معالجة حالات التهاب الشعب الهوائية. ويستطردون بالقول: "وإذا ما أضيف البصل إلى الدجاج خلال الطهي وتم طبخه جيدا كي تزول رائحته، تتكون لدينا مادة (كيرسيتين) في شوربة مرق الدجاج تلك. وهذه المادة هي إحدى المواد الطبيعية التي تعمل كمضادات قوية للالتهابات، كما أنها تعمل أيضا كأحد مضادات الهيستامين الطبيعية المخففة من حدة الاحتقان والالتهابات في الجهاز التنفسي". هذا، ولا تزال شوربة الدجاج وإضافات الفلفل الأسود والبصل والخضراوات الطازجة، محل اهتمام علمي لتفسير تلك الراحة وذلك التحسن الذي يشعر به المصابون بنزلات البرد عند تناولهم لصحن ساخن من شوربة الدجاج بالخضراوات.